في موكب مهيب، ودّعت بلدة طلبوس الشهيد عمر زهرة، الذي ارتقى خلال العدوان الإسرائيلي على بلدة العيرونية في قضاء الضنية شمال لبنان.

الحشود الغفيرة التي شاركت في التشييع عكست حجم الحزن والغضب الشعبي من استمرار الاعتداءات، وسط تأكيدات بأن دماء الشهداء ستزيد من عزيمة المقاومين وإرادتهم في مواصلة التصدي للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الأبرياء.

في خضم مراسم الوداع، سادت مشاعر الفخر بالشهادة، إذ رُفعت كلمات تستحضر إيمان الشهيد بمسيرة المقاومة وتوقه الدائم لنيل الشهادة، معتبرةً أن من ارتقوا أطفالاً وشباباً هم شهداء عند الله، وقد نالوا أسمى مراتب التضحية. كما عبّر البعض عن استيائهم من أسلوب العدو القائم على القصف الجوي عن بعد، وتجنّبه لأي مواجهة مباشرة على الأرض.

وفي موازاة مشهد الحداد، سُجّلت تحركات شعبية في العيرونية لإزالة آثار العدوان من محيط المنزل المستهدف، حيث عاد النشاط إلى المكان تدريجياً رغم الأضرار الجسيمة. غير أن الغياب الرسمي عن المشهد، وافتقار الدولة لأي موقف أو إدانة علنية، أثار استغراباً عارماً، واعتُبر صمتها دليلاً على عجزها أمام انتهاكات الاحتلال.

رسائل الميدان شددت على ضرورة الوحدة الوطنية، والدعوة إلى التماسك في وجه العدوان، باعتبار أن الجميع دون استثناء مستهدف من قبل الكيان الغاصب، ما يحتّم التلاقي بين اللبنانيين بكل أطيافهم ومذاهبهم لمواجهة التحديات.

وعلى الصعيد الإنساني، يواصل المصابون من النساء والأطفال تلقي العلاج في المستشفى الحكومي بمدينة طرابلس، فيما نُقل جثمان الشهيد الثاني علي الحموي إلى سوريا، ليوارى الثرى في مسقط رأسه.

المصدر: موقع المنار