نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رأس المال الاجتماعي في سوريا… ندوة بحلب تبحث التعافي بعد الحرب - بوابة اخر ساعة, اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 12:44 صباحاً
حلب-سانا
أقامت منظمة النهوض بالمجتمع المدني (GLOCA) ومركز الحوار السوري في مدينة حلب اليوم، ندوة حوارية جمعت خبراء وناشطين مجتمعيين تحت “رأس المال الاجتماعي في سوريا”: بين عجز الماضي وإعادة البناء في المستقبل”.
الندوة تهدف وفق القائمين عليها، إلى وضع أولى لبنات خريطة طريق عملية لترميم النسيج الاجتماعي السوري المُنهك بعد أكثر من عقدٍ من الثورة على النظام البائد، الذي لم يكتفِ بهدم البنى التحتية، بل استهدف أيضاً عمق الثقة بين مكونات الشعب السوري.
تحديات الماضي وإرث الحربأكدت الندوة، أن سنوات الحرب خلّفت إرثاً ثقيلاً من التشرد والانتهاكات والانقسامات الحادة، ما أدى إلى نزيفٍ حاد في رأس المال الاجتماعي، تمثل في تراجع مستويات الثقة والتعاون والتضامن المجتمعي، حيث ناقش المشاركون، كيف تحولت هذه الخسارة إلى عائق رئيسي أمام أي جهود حقيقية لإعادة الإعمار واستدامة السلام.
نقاط ضوء ومؤشرات أملسلطت الندوة الضوء على نقاط ضوء مشجعة، حيث أشارت المناقشات إلى تنامٍ ملحوظ لروح التكاتف الأهلي، وخاصة في مجتمعات النزوح واللجوء والمجتمعات المحلية الصامدة، وبروز مبادرات مجتمعية عفوية تعكس شوقاً عميقاً للتواصل، كما لاحظ الخبراء اهتماماً متصاعداً بقضايا الشأن العام والعدالة الانتقالية والحوار الوطني كمداخل لا غنى عنها للتعافي الاجتماعي.
تحليل علمي معمققدمت الندوة تحليلاً علمياً رصيناً لواقع رأس المال الاجتماعي وآفاق إعادة بنائه، حيث قدم مدير مركز الحوار السوري الدكتور أحمد قربي، رؤية شاملة لمفهوم رأس المال الاجتماعي، أبعاده وأنواعه وأهميته الحاسمة للمجتمعات، وكيفية قياسه في سياقات متنوعة مثل التجارب الغربية والعربية ومجتمعات ما بعد الحرب، ومدى إمكانية تطبيق هذه المؤشرات على الحالة السورية الفريدة في تعقيدها.
كما استعرض الباحث نورس العبد اللّٰه، نتائج دراسات ميدانية حديثة أجراها المركز لقياس مؤشرات التماسك المجتمعي ومستويات الثقة الحالية في سوريا، حيث كشفت النتائج عن نقاط ضعف يمكن العمل عليها ونقاط قوة يمكن تعزيزها.
توصيات عملية وبناء الجسورالندوة التي أدارها مسؤول العلاقات العامة في منظمة النهوض بالمجتمع المدني، تحولت إلى ورشة عمل لصياغة توصيات عملية، حيث ركزت المداخلات على آليات وأدوات عملية للحفاظ على ما تبقى من رأس المال الاجتماعي وتعزيزه وبنائه من جديد، مع تحديد المهام الملقاة على عاتق الحكومة الحالية، ودور منظمات المجتمع المدني في بناء الجسور المحلية، ومسؤولية النخب الفكرية والإعلامية في تعزيز خطاب الوحدة، وكيفية تفعيل دور المجتمع الدولي لدعم جهود البناء الاجتماعي وليس الإعمار المادي فقط.
رؤية مستقبلية وخريطة طريقأكد منظمو الندوة، على أن هذا اللقاء ليس مجرد جلسة نقاش أكاديمي، بل خطوة على طريق طويل لإعادة تعريف السوري كشريك في المصير وليس خصماً في المعاناة، وإنها محاولة جادة لتحويل شظايا الماضي إلى لبنات لمستقبل يرتكز على متانة العلاقات الإنسانية بين أبناء البلد الواحد.
ووفقا للقائمين على الندوة من منظمة GLOCA ومركز الحوار السوري، سيتم في الأسابيع القليلة القادمة الخروج بوثيقة تلخص التوصيات العملية والخطوات الأولية لخريطة الطريق التي تم التباحث حولها، لتكون دليلاً للمؤسسات المحلية والدولية العاملة في سوريا، كما ستشكل هذه الوثيقة إعلاناً لإعطاء أولوية قصوى لإعادة بناء الإنسان والعلاقات التي تربطه بأخيه، باعتبارها الأساس الحقيقي لأي مستقبل مستقر لسوريا.
0 تعليق