نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«لهيب مبكر»... مصر في قبضة موجة حر خانقة وتغير مناخي يهدد العالم - بوابة اخر ساعة, اليوم السبت 5 يوليو 2025 05:42 مساءً
تشهد محافظات مصر حاليًا موجة حر خانقة وغير مسبوقة، في وقت أظهرت فيه أحدث البيانات الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن العالم بأسره قد دخل في مرحلة خطيرة من ارتفاع درجات الحرارة، يُتوقع أن تؤثر مباشرة على منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر.
وفي ظل هذه التطورات المناخية المقلقة، يحذر الخبراء من أن صيف 2025 قد يكون الأشد حرارة منذ أكثر من عقد، مع مؤشرات إلى أن ذروة الصيف ستأتي مبكرًا وبشراسة تفوق الأعوام السابقة.
تقرير دولي.. حرارة الأرض تتجاوز 1.5 درجة
قال تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) إن هناك احتمالية بنسبة 70% بأن يتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية للفترة بين عامي 2025 و2029 مستويات ما قبل الثورة الصناعية بأكثر من 1.5 درجة مئوية، وهو الحدّ الحرج الذي حذرت منه اتفاقية باريس للمناخ عام 2015.
ووفقًا للتقرير، فإن "هذا الارتفاع لم يعد سيناريو مستقبليًا، بل واقع مناخي يفرض نفسه تدريجيًا ويهدد الاستقرار البيئي العالمي، ويؤدي إلى تطرف الظواهر الجوية في معظم مناطق العالم."
حرارة غير معتادة في مصر.. ودرجات تتجاوز 45 مئوية
في مصر، تسجل الهيئة العامة للأرصاد الجوية ارتفاعًا مقلقًا في درجات الحرارة خلال النصف الأول من يوليو، إذ وصلت في بعض مناطق الصعيد إلى 46 درجة مئوية، فيما تخطّت القاهرة الكبرى حاجز 42 درجة، وهي أرقام نادرة الحدوث في هذا الوقت من العام.
وأوضح الدكتور محمود شاهين، مدير مركز التنبؤات بهيئة الأرصاد، أن هذه الموجة نتيجة مباشرة لتأثر البلاد بـ امتداد منخفض الهند الموسمي، مصحوبًا برياح حارة وجافة قادمة من شبه الجزيرة العربية، وسط غياب التيارات البحرية المعتدلة.
وقال شاهين: "مصر ليست بمنأى عن التغير المناخي العالمي، والموجات الحارة ستصبح أكثر تكرارًا وامتدادًا، مع تأثيرات مباشرة على الصحة العامة، والزراعة، واستهلاك الطاقة."
تغيّرات مناخية تضرب الشرق الأوسط
يُجمع خبراء المناخ على أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر المناطق هشاشة في مواجهة تغير المناخ، ما يجعل ارتفاع الحرارة فيها أكثر حدة من المعدل العالمي.
وحذّر الدكتور عمرو ربيع، أستاذ المناخ بجامعة عين شمس، من أن استمرار تجاوز حاجز 1.5 درجة عالميًا يعني..
اختلال توزيع الأمطار والزراعة الموسمية
ارتفاع مستوى البحر وتأثر المدن الساحلية
زيادة الضغط على مصادر المياه العذبة
تصاعد وتيرة موجات الحر والجفاف
وأكد أن "ما نراه اليوم ليس إلا مقدمة لعقود أكثر صعوبة مناخيًا، ما لم يُتخذ موقف دولي صارم للحد من انبعاثات الكربون والتحول إلى الطاقة النظيفة."
تأثير مباشر على الصحة والطاقة والمرافق
أعلنت وزارة الصحة المصرية حالة الاستعداد القصوى في المستشفيات، مع تفعيل خطط الطوارئ للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري، خصوصًا بين كبار السن، والعمال الميدانيين، ومرضى الضغط والسكر.
كما ناشدت وزارة الكهرباء والطاقة المواطنين بترشيد استهلاك الكهرباء خلال فترات الذروة، تفاديًا للضغط على الشبكة القومية، فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم اتخاذ إجراءات مرنة تتعلق بالتجمعات المدرسية والأنشطة الخارجية.
توصيات هيئة الأرصاد للمواطنين
أوصت الهيئة العامة للأرصاد الجوية باتباع تعليمات السلامة خلال الموجة الحارة، أبرزها..
تجنب التعرض المباشر للشمس من 12 ظهرًا حتى 4 عصرًا
شرب المياه بكثرة حتى مع عدم الشعور بالعطش
ارتداء الملابس القطنية الخفيفة
استخدام المظلات والقبعات الواقية
الراحة الدورية للعاملين في مواقع مفتوحة
مناخ يتغير... ومسؤولية مشتركة
جدير بالذكر أن تجاوز درجة حرارة الأرض لحاجز 1.5 درجة مئوية لا يعني فقط مزيدًا من الحر، بل يعني تغيّرات جذرية في كل مناحي الحياة، من الغذاء إلى المياه، ومن الطاقة إلى الأمن.
إن ما تشهده مصر اليوم من ارتفاعات غير مسبوقة في الحرارة ما هو إلا جرس إنذار لكل مؤسسات الدولة والأفراد، بأن التعامل مع المناخ بات ضرورة وجودية، لا ترفًا بيئيًا.
0 تعليق