قضت محكمة الدار البيضاء بالعاصمة الجزائرية، صباح اليوم الخميس، بالسجن خمس سنوات نافذة في حق المؤرخ محمد الأمين بلغيث، على خلفية تصريحات تلفزيونية وصفت بأنها "تمسّ بوحدة الوطن"، وذلك بعد أن وُضع قيد الحبس المؤقت منذ الثالث من ماي الماضي.

ويعود أصل القضية إلى مقابلة أجراها بلغيث مع قناة "سكاي نيوز عربية" في فاتح ماي، وصف فيها اللغة الأمازيغية بأنها "صنيعة صهيو ـ فرنسية"، وهي العبارات التي أثارت جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخلفت ردود فعل غاضبة في أوساط الرأي العام المحلي.

وأكدت المحكمة في بيان سابق أن التصريحات المتداولة تضمّنت مضامين اعتُبرت "استهدافاً مباشراً للوحدة الوطنية"، موجهة له تهمًا تتعلق بـ"القيام بفعل يعتدي على رموز الأمة والجمهورية"، إضافة إلى "المساس بسلامة وحدة الوطن" و"نشر خطاب الكراهية والتمييز عبر وسائل تكنولوجيات الإعلام والاتصال".

واعتبرت الهيئة القضائية هذه الأفعال خرقاً صريحاً للقوانين المتعلقة بحماية الوحدة الوطنية ومناهضة خطابات الكراهية، ما دفعها إلى إصدار حكم وصف بـ"الصارم"، حفاظاً على السلم المجتمعي والنسيج الوطني، وفق منطوق القرار.

وقد خلف الحكم ردود أفعال متباينة بين من اعتبره خطوة ضرورية لحماية الرموز الوطنية، وبين من وصفه بالمساس بحرية التعبير، لاسيما في صفوف المتضامنين مع الباحث، الذين يرون في التصريحات اجتهاداً أكاديمياً لا يستوجب العقاب.