نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دبي حاضنة الإبداع.. ترسم مشهداً جديداً للفنون الرقمية - بوابة اخر ساعة, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 12:22 صباحاً
شاشات عملاقة وكاميرات ومشاهد متحركة وغيرها من الخامات باتت تنسج مشهد الفنون الرقمية التي تتداخل فيها التكنولوجيا بالذكاء الاصطناعي، لترسم وجهاً جديداً للمشهد الإبداعي، لاسيما في دبي التي أولت أهمية كبيرة بتوسع وزيادة انتشار هذا اللون الواعد، خصوصاً من خلال المعارض السنوية، وكذلك التجارب المتحفية والصالات المتخصصة بـ«الديجيتال آرت»، كما فازت المدينة، أخيراً، باستضافة وتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية 2026، وهو إنجاز عالمي جديد يضاف إلى سجلها الحافل، ويُرسّخ مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنةً للإبداع، وملتقى للمواهب.
وقالت مدير قسم الفعاليات في هيئة الثقافة والفنون في دبي، ميثاء البلوشي، لـ«الإمارات اليوم»: «بعد فوز دبي باستضافة المؤتمر الدولي للفنون الرقمية، الذي يسلّط الضوء على مبدعيها من حول العالم، ستُوجه لهم دعوة مفتوحة، لتقديم إبداعاتهم، وسيتم اختيار الأعمال الفنية من خلال لجنة متخصصة، وعرضها في معارض مختلفة»، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر أساسه أكاديمي، وسيشتمل على أوراق بحثية خاصة بالطلبة والمهتمين، وستوجه لهم دعوة لتقديم إسهاماتهم، على أن يتم اختيار الأبحاث التي تصلح لطرحها في الجامعات من قبل لجنة من الأكاديميين.
وأوضحت أن استضافة المؤتمر في دبي هو إحدى مبادرات هيئة الثقافة والفنون التي تهدف إلى جعل دبي قائدة لمشهد الفن الرقمي، مضيفة أن الهيئة وضعت استراتيجية كاملة للفن الرقمي، هدفها أن تكون دبي رائدة عالمياً في مجال «الديجيتال آرت»، وكذلك أن تكون حاضنة للمبدعين.
ولفتت إلى أن أولى هذه المبادرات كانت مع فنان ناشئ حوّل منزله إلى استوديو، وقدّم أول برنامج تدريبي في الفن والتكنولوجيا، وعرض المشروع النهائي في مهرجان سكة للفنون والتصميم، مشددة على أن «دبي للثقافة» تنظر إلى أفضل الممارسات الخارجية وتستقطبها وتقدمها بحلة جديدة، وأشادت بتجارب المبدعين الإماراتيين، لاسيما أن الجامعات الموجودة في الدولة بات توجهها رقمياً، كما أن الأساليب الرقمية باتت أساسية للمبدع إلى جانب الفرشاة التي تُعدّ أساسية أيضاً، فضلاً عن وجود الكثير من التخصصات الجديدة القائمة على التكنولوجيا، والتي بمجملها توفر تجارب تفاعلية.
حول البدايات
من ناحيته، استعرض الفنان محمد كاظم بداية استخدام الخامات الرقمية في الإمارات، وقال: «بداية تغيير استخدام الخامات في الفن البصري كانت مع الفنان حسن شريف، إذ إنه أول من استخدم الصور كخامات في إنتاج أعمال فنية مرتبطة بالأداء الحركي، وذلك خلال دراسته في الجامعة»، مشيراً إلى التغيير الجذري في المشهد الفني الذي تمثّل بتكليفات أعمال في بينالي الشارقة، ما أوجد تجارب عالمية منفتحة على الخامات، خصوصاً أن الفنانين كانوا أكثر ميلاً إلى الأدوات التقليدية.
وأوضح كاظم أنه استخدم خامات مختلفة في تجربته، منوهاً بأن الفن الرقمي موجود، وكذلك استخدام المواد التقليدية أيضاً ولكن بصورة معاصرة، كما استخدم الواقع الافتراضي في أعماله، لاسيما في معرض قدّم أعمالاً ضخمة بتقنية الواقع المعزز في مدن عالمية، إذ كان الجمهور يشاهد الأعمال وكأنها في حدائق عامة.
وشدد على أهمية المرونة في التعاطي مع الوسائط الجديدة، وكذلك أن تقبل المؤسسات التغيير وتتقبل أفكار الفنان الجديدة، وأضاف كاظم: «الفنون في حالة تغيير دائم، فالانطباعية كانت مرفوضة في مرحلة ما، وقد كسرت الكثير من القواعد، واستغرق هذا التغيير سنوات كثيرة».
واعتبر أن الإمارات تتميّز بأنها تحمل تنوعاً في المشهد الثقافي، ما يساعد الفنانين على الاستفادة من كثرة الفعاليات والمعارض، فضلاً عن التكليفات التي تساعد المبدع على إنجاز أعماله، وتابع: «التعليم أساسي ومهم في مجال الفنون، فهو الذي يوجد حالة من الوعي عند الجمهور، خصوصاً أن الدولة اليوم تتيح التغذية البصرية من خلال فن الأماكن العامة والمتاحف، لذا لابد من الانتباه إلى طبيعة الأعمال التي توزع في أرجاء المدينة».
مصطلحات جديدة
من جهته، أشار الفنان خليل عبدالواحد إلى ظهور مصطلحات جديدة في الفن، ومنها الـ«إن إف تي» والميتافيرس، وغيرهما من المصطلحات التي تُبرز التحول في الفن الرقمي، مضيفاً أن دبي تميّزت باستقطاب أنواع متباينة من الفنون والمبدعين، وتنظيم الفعاليات التي خصصت مساحة لعرض الأعمال الرقمية.
ونوّه بوجود صالات فنية عدة تقدم أعمالاً رقمية فقط، وبعضها يقدم أعمالاً تحاكي الثقافة المحلية، مؤكداً أن الفن الرقمي سيكون له حيز أكبر في المرحلة المقبلة، مع تنامي التكنولوجيا وعالم الميتافيرس، كما أن التقنية في تطور دائم، وهذا ينعكس على الخامات.
وأضاف عبدالواحد أنه في الفترة الأخيرة بات يُدخل خامات «الديجيتال آرت» على أعماله، واتجه كذلك إلى الفيديو آرت، علاوة على أن إبداعاته التي اعتمد فيها على أدوات الفنان، تقوم على التصوير كخامة أساسية لإنتاج العمل الفني، وذكر أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي شهدا تطورات كثيرة تخدم الفن الرقمي.
وشدد على أنه يسعى بشكل مستمر إلى الاستفادة من الخامات الحديثة، إذ إن الحياة بشكل عام باتت تعتمد بشكل كبير على الرقمنة، والتعاملات قائمة على الهواتف والأجهزة الذكية، ورأى أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يُسرّعان من العملية الخاصة بإنتاج العمل الفني، خصوصاً في مجال «الأنيميشن»، واختتم بأن الذكاء الاصطناعي بلاشك سيترك تأثيرات جديدة في الفن، واصفاً التغييرات بأنها ستكون إضافة جديدة، لكنها لن تُلغي الأساس الكلاسيكي للفن.
الخط العربي
من جانبه، قال الفنان ضياء علام الذي يمزج بين الخط والحرف العربي والتكنولوجيا، ويقدم العديد من الإبداعات التي تعتمد على الخامات الحديثة: «لقد بدأت بالديجيتال آرت منذ نحو 15 عاماً، وحملت أعمالي الكثير من الواقع الافتراضي أو حتى (الأنيميشن)، وأبرز هذه الأعمال، العروض التي قدمت بالخط العربي بتقنية (الأنيميشن) على قبة الوصل في إكسبو 2020 دبي».
وأضاف: «قدمت أخيراً العديد من الأعمال التي استخدمت فيها الواقع المعزز، بحيث يمكن رؤية التصاميم عبر هذه التقنية، مع الإشارة إلى أن الأساليب تختلف، فمنها ما يتم العمل عليها تقنياً بشكل مباشر، ومنها ما يتم البدء بها بشكل كلاسيكي، وبعدها العمل على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي يستخدم في التحريك».
ورأى علام أنه لابد من دمج عناصر الهوية والثقافة مع التكنولوجيا الحديثة، علاوة على ضرورة الابتكار في التطوير، بطريقة تدمج الفن التقليدي بالتكنولوجيا بما يعزز من استخداماته في العصر الحديث، مشيراً إلى أنه للحفاظ على الخط العربي لابد من جعله مواكباً للتطورات ودمجه بالأساليب الحديثة، إذ إن الخط العربي يتمتع بمرونة كبيرة بالاستخدام، وهناك إمكانات لا محدودة في الاستخدامات وتعتمد على خيال المبدع.
بين الهندسة والإبداع
يجمع المبدع أحمد العطار بين الهندسة والفن، إذ استخدم التقنيات الحديثة في أعماله، مؤكداً أن شغفه بعالم الفن هو الذي سرقه من الهندسة، إذ بدأ بتجارب الفن الرقمي منذ ثلاث سنوات في مهرجان سكة للفنون والتصميم، وقدم عملاً وُضِع في غرفة منعزلة، وقدم بعدها العديد من الإبداعات المرتبطة بالتكنولوجيا في «سكة» بأكثر من دورة.
وأضاف أنه يقدم العديد من ورش العمل والمحاضرات، وسيقدم معرضاً في الشندغة يعيد تصور هذه المنطقة بالذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن أعماله تدمج بين الميكانيك والكهرباء والحركة.
ولفت إلى أنه في الفترة الأخيرة ومع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي برز التوجه الكبير إلى استخدام هذه التقنيات، مؤكداً أنه تعاون مع العديد من الفنانين في استخدام هذه التقنيات، ومنها الصور القديمة التي أعاد ترميمها بطبقات من الذكاء الاصطناعي. واعتبر دبي منطقة جاذبة للزوّار بشكل عام، وتشتمل على الكثير من الصالات ومنها التي تعرض الفنون الرقمية، مشيراً إلى وجود رغبة كبيرة من قبل الفنانين بمواكبة التكنولوجيا من أجل تطوير ممارساتهم، لاسيما الجيل الشاب الأكثر اندماجاً مع التكنولوجيا.
الذكاء الاصطناعي
قال الفنان ضياء علام إن هناك خطوات رائدة في معظم المجالات بدبي، ويحمل الفن الرقمي جماليات خاصة، والجمهور ينجذب إلى هذا النوع من الإبداع، واصفاً الذكاء الاصطناعي بأنه أداة وكيفية استخدامها هو الذي يحدد أثرها في الفن، كاشفاً عن أنه يُفضل استخدامه للاستلهام والتغذية البصرية وليس في المنتج النهائي.
. دبي فازت باستضافة وتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية 2026، وهو إنجاز عالمي جديد يضاف إلى سجلها الحافل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق