"إنه الفيلم الذى أريد أن يذكرنى به الناس"، بهذه الكلمات يصف تشارلى تشابلن فيلم "حمى الذهب"، العمل الأبرز فى مسيرته الفنية كممثل ومخرج، أُنتج الفيلم بنسختين الأولى عام 1925والثانية عام 1942، مع إضافة موسيقى تصويرية جديدة من تأليف تشابلن نفسه وراويه، ويعاد عرضه للجمهور بحلة جديدة كليا، بفضل عملية ترميم بدقة 4K تحسّن جودة الصور.
تشارلي شابلن
أُنجزت معظم أعمال الترميم فى مؤسسة سينيتيكا دى بولونيا الإيطالية، وبالتعاون مع شركة mk2 Films، يقول جيان لوكا فارينيلى، مدير سينتيكا دى بولونيا: "نعمل على أعمال تشابلن منذ ما يقرب من 30 عاما، بهدف استعادة كل فيلم على حدة، بكل ما فيه من جمال تخيله مؤلفه، لقد رسّخ كل فيلم من أفلام تشابلن الروائية، وشكّل ثقافة، وغرس فى وجدان أجيال عديدة، ماذا يمكن أن يخبرنا تشابلن أيضا؟ للإجابة على هذا السؤال، علينا أن ننظر إلى أفلامه وندرك أن الجمهور المعاصر يضحك على نفس المشاهد التى ضحك عليها قبل مئة عام".
نسخة الفيلم التى تأثرت بأعمال الترميم هى تلك التى صدرت قبل 100 عام، عام 1925، ويمثّل الفيلم حالة خاصة، حيث أعاد صانع الفيلم نفسه صياغته وإجراء تعديلات عليه، بعد 17 عاما من العرض الأول، فقد حوّل تشابلن فيلم "حمى الذهب" من فيلم صامت إلى فيلم ناطق، مضيفا صوته الذى يعلّق عليه طوال الفيلم.
لماذا هذا التغيير؟ وفقا لموقع corriere الإيطالى، ربما لأنه كان فى زمن الحرب، ولصالح تشارلى، كان تشابلن يسعى جاهدا لمواكبة احتياجات وأذواق الجمهور الجديدة، وهو فيلم كان يهتم به كثيرا، وكان يعتقد أنه لا يزال يحمل رسالة، والنتيجة لقطة مختلفة تماما، حذفت مشاهد كاملة، وأعيد ترتيب أخرى، مدة الفيلم الجديد أقل بـ16 دقيقة من سابقه، وله موسيقى مختلفة، وتعليق تشابلن خارج الشاشة، آراء المشاهدين متباينة، لأن الكثيرين يفضلون الفيلم الأصلى، لكن تشابلن واثق تماما من أن النسخة الجديدة أفضل بكثير من سابقتها.
أمر تشابلن بإتلاف جميع النسخ المتوفرة من نسخة عام 1925 من فيلم "حمى الذهب"، وكما يقول أرنولد لونزانو، الرئيس التنفيذى لمكتب تشابلن، المسئول عن حقوق أفلام الممثل: "فى كل مرة كان يعلم بوجود نسخة، كان يستعين بمحامين ذوى نفوذ كبير ويبذل قصارى جهده لإزالتها"، ومع ذلك، لم تنته هذه المرحلة بالنسبة للنسخة الأولى من "حمى الذهب"، التى لا تزال تحظى بتقدير الجمهور ورغبته، بدأ البحث عن المشاهد التى لا تظهر إلا فى اللقطات الأصلية فى ثمانينيات القرن الماضى، عندما بدأ مؤرخا الأفلام كيفن براونلو وديفيد البحث عن البكرات المتبقية من نسخة عام 1925، وبفضل اكتشاف نسخة يابانية قديمة من الفيلم، تمكنا فى أوائل التسعينيات من دمج ما استعاداه مع لقطات عام 1942، شكّل هذا العمل خطوة أساسية فى ترميم الفيلم الأصلى.
فى العصر الرقمى، أصبح التواصل أسرع بكثير، قبل بضع سنوات، أطلق مكتب تشابلن نداء للعثور على أى نسخ باقية من نسخة عام 1925، استجابت 6 أرشيفات، بما فى ذلك متحف الفن الحديث (MoMA) فى نيويورك ومتحف جورج إيستمان فى روتشستر، نيويورك، بفضل الموارد الجديدة، أصبح من الممكن بدء ترميم النسخة الأولى من فيلم تشابلن بتقنية 4K. بالنسبة لإيلينا تاماكارو من مختبر "L'Immagine Ritrovata"، يعود الفضل فى ذلك إلى عقود من "التمرد"، من قبل العاملين فى صناعة السينما، تم إنقاذ الفيلم: «عمل الناس كـ"قراصنة"... نسخا كان ينبغى حذفها»، كما تقول.
واستخدم المختبر أدوات رقمية لجعل اللقطات الضبابية أكثر وضوحا، وبالطبع، ليست هذه هى الحالة الوحيدة، فقد أجريت بعض التجارب لإنتاج فيلم بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعى، وكانت برامج الذكاء الاصطناعى محور إعادة إصدار فيلم "ساحر أوز"، مكيّفا للعرض على قبة "الكرة" الضخمة فى لاس فيغاس، والتى تعد حاليا أكبر شاشة LED فى العالم.
عرض فيلم "حمى الذهب" المرمّم قبل بضعة أيام فى سينمات بولونيا، ولا يعرف بعد ما إذا كان الفيلم سيعرض فى دور السينما الإيطالية الأخرى ومتى.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق