إماراتيون يُوثّقون «التاريخ».. بطابع بريد من «الزمن الجميل» - بوابة اخر ساعة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إماراتيون يُوثّقون «التاريخ».. بطابع بريد من «الزمن الجميل» - بوابة اخر ساعة, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 11:33 مساءً

رحلة إلى الماضي من نافذة الطوابع البريدية، يرتحل إليها هواة جمعها، إذ يجدون فيها أكثر من مجرد عملية اقتناء للنوادر، والحنين إلى القديم، إذ يرونها بمثابة إسهام في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، بكل ما تحمله من معالم معمارية وإرث ثقافي، وكذلك أحداث شكلت علامات ومحطات فارقة في مسيرة البلاد.

وأكّد هواة جمع طوابع التقتهم «الإمارات اليوم»، أنه على الرغم من أن الحياة المعاصرة قلّصت أو كادت تُغيّب استخدامنا للطوابع البريدية على نحو كبير، وباتت ذات إصدارات محددة وفي مناسبات سنوية معينة، فإنها لن تختفي، مع أن دورها يتبدل، إذ ستبقى شاهدة على فصول من الزمن الجميل، لتروي الكثير عن معالم وأحداث ومناسبات مهمة.

وقال خبير المسكوكات الإسلامية ومقتني العملات والطوابع، عبدالله المطيري، عن هذه الهواية: «أُحيي كل من يتجه إلى جمع الطوابع، لاسيما في عصر التكنولوجيا والحداثة، إذ إن معظم الجيل الجديد لا تعنيه هذه الهواية، فاقتناء الطوابع وجمعها وتقديمها في معارض يُشكّل رسالة من الآباء إلى الأبناء، لأن من ليس له ماضٍ ليس له حاضر، ومن ليس له تاريخ سيضيع».

وأعرب عن أسفه لأن دور البريد الحقيقي والفعلي كاد ينتهي في الوقت الحالي، مشيراً إلى أنه يمتلك صندوقَي بريد، وكل يومين يفتحهما ولا يجد أي رسالة فيهما، لكن بسبب شغفه يدفع إيجاراً سنوياً لهما، وأضاف المطيري: «الطوابع البريدية باتت تُطبع في مناسبات محددة، كما أن الكميات التي تُطبع بها انخفضت كثيراً، إذ كانت تُطبع بمئات الآلاف، وذلك بخلاف الكثير من الدول»، مستشهداً بحادثة مرّ بها أثناء زيارته إلى مالطا، حيث دخل إلى مكتب البريد واشترى مجموعة من الطوابع الخاصة الصادرة عن المواصلات، مبيناً أنه حتى اليوم يتلقى من المكتب إشعارات بالإصدارات الجديدة من الطوابع، تقديراً لقيامه بشراء مجموعة واحدة منها.

وأعرب عن أمله في أن تستمر المؤسسات في إصدار الطوابع، لربط أبناء اليوم بجيل الأمس، ولكي لا تكون الطوابع مجرد إرث نراه في المعارض الخاصة بها فقط.

ولفت المطيري أيضاً إلى العملات التي لم تعد تستخدم في حياتنا كثيراً، والبعض يتعامل بالدفع الإلكتروني ولا يحمل النقود الورقية من الأصل، علماً بأن العملات ليست للتداول فحسب، بل هي تاريخ وإرث، معتبراً أن دور الإعلام أساسي ومهم في الإضاءة على أهمية هذا الإرث والتاريخ.

إصدارات مهمة

من جهته، قال أمين سر جمعية الإمارات لهواة الطوابع، عمر محمد أحمد معلمي، إن الجيل الجديد قد لا يعرف الكثير عن الطوابع التي تبدّل دورها بالفعل مع الزمن، لكنها في الواقع تُشكّل جزءاً من تاريخ الدولة ومعالمها ومناسباتها العالمية والمحلية، ومن المفترض أن يدرك الشباب أهميتها، مشيراً إلى أن الإمارات شهدت الكثير من الإصدارات المهمة، ويُعدّ الإصدار الأول هو الأهم في أي مجموعة، كونه يحمل معالم كل إمارة.

وأضاف معلمي أن الطوابع التي تحتوي على أخطاء تُعدّ مهمة، إذ قد تشتمل على أخطاء في السعر أو التصميم أو قص في الزوايا، فهذه تُوصف بأنها نادرة، لأنها تكون قليلة، ففي كل مجموعة مكونة من 100 ألف طابع قد يكون هناك 20 طابعاً يتضمن أخطاء، وهذا ما يمنح تلك الطوابع الندرة، وأشار إلى أن إصدار الطوابع اليوم بات محدوداً، إذ لم تعد تستخدم كثيراً، خصوصاً في زمن المراسلات التي أصبحت إلكترونية.

ووجّه معلمي رسالة إلى الشباب الإماراتي بضرورة حضور المعارض المتخصصة، لأنها السبيل للتعرّف إلى أهمية الطوابع وما تحمله من تاريخ، كما أنه على وزارة التربية والتعليم أن تقوم ببعض الفعاليات المتخصصة بالطوابع لفئة الصغار، لما لذلك من دور في بلورة ثقافتهم.

شغف في الثامنة

أما جامع الطوابع وعضو مجلس إدارة جمعية الإمارات لهواة الطوابع، ناصر بن أحمد بن عيسى السركال، فبدأ شغفه وهو في الثامنة من عمره، مشيراً إلى أنه يمتلك مجموعة واسعة تعود إلى عام 1840، حيث تضم أول طابع صدر في العالم ببريطانيا، كما أنه يمتلك مجموعة دبي التي تعود إلى الفترة من عام 1909 إلى 1973، والتي عرضها في مكتبة محمد بن راشد، وتُصنّف مجموعة طوابع دبي بكونها تقليدية.

وأوضح أن مجموعته تغطي الفترة الممتدة منذ تأسيس بريد دبي، وكيف مرّ بالعديد من الإدارات، بدءاً من الإدارة الهندية، مروراً بالباكستانية لفترة وجيزة، ثم الإدارة البريطانية، ثم الإدارة المستقلة (عام 1963)، مشيراً إلى أنها تحتوي على عدد من الطوابع النادرة وبعض الأظرف المختلفة.

وأكّد بأنه بدأ بشغف جمع الطوابع في سن الثامنة، لأنه ورث هذه الهواية عن والده أحمد بن عيسى السركال، وكذلك جده عيسى بن ناصر السركال، وجد والده ناصر بن عبداللطيف السركال، فجميعهم كانوا من هواة جمع الطوابع.

ورأى أن الطوابع ليست مجرد صور وشعارات توضع على الرسائل، بل إنها تُعرّف الدول الأخرى ببلدنا، مستشهداً بطوابع صدرت في عام 1964، وهي مجموعة خاصة بالفضاء وتُبرز نظرة دبي السبّاقة للفضاء، وكيف تحقق هذا الحلم مع انطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

ليتها تعود

من ناحيته، أكّد العضو في جمعية الإمارات لهواة الطوابع، محمد خميس محمد، أن جمع الطوابع هواية تقدم فرصة للجمهور للاطلاع على تاريخ لا يعرفونه، لاسيما من خلال المعارض، مضيفاً أن الطوابع تمثّل تاريخ الإمارات، وتروي قصصاً من حول العالم، فكل طابع يحمل دلالته ورمزيته، وبعضها يحمل مؤشرات عن طبيعة الاقتصاد في هذا البلد أو ذاك، فهي تحكي الكثير.

وعبّر عن أسفه لعدم وجود الطوابع في تعاملات اليوم، معرباً عن أمله في أن تكون في حياتنا تعاملات تتطلب استخدام الطوابع مجدداً.

إصدارات مميّزة

 

أصدرت الإمارات، على مر السنين، العديد من الطوابع البريدية والتذكارية المميّزة، ومنها الطوابع التذكارية لـ«كوب28»، والخاصة بـ«إكسبو 2020 دبي»، للاحتفاء باستضافة المعرض العالمي، وكذلك المجموعات الخاصة بعيد الاتحاد، وتحمل تصميمات مستوحاة من شعاره.

واحتفالاً باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، أصدرت مجموعة بريد الإمارات، الطابع الأول إقليمياً وفق تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال (إن إف تي). وتستخدم المجموعة تقنية «بلوك تشين» لمقتنيات الطوابع الرقمية، ويُعدّ هذا الإصدار إنجازاً نوعياً يجعل منها الأولى إقليمياً على صعيد تبني التقنية المتقدمة في إصدار الطوابع. وعرضت هذه الطوابع للبيع، باعتبارها مقتنيات رقمية مرتبطة بنظيراتها من الطوابع التقليدية.

• الطوابع باتت تُطبع في مناسبات محددة، كما أن كمياتها انخفضت كثيراً.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق