لم يعد مرض السرطان حكرًا على كبار السن، فقد بدأ في السنوات الأخيرة بالظهور بوتيرة متزايدة لدى فئة الشباب دون سن الأربعين، في تطور أثار قلق الأطباء والباحثين حول العالم. ويؤكد خبراء الصحة أن ما كان يُعد استثناءً في الماضي بات اليوم ظاهرة تستوجب التدخل العاجل ورفع مستوى الوعي العام.

ووفقًا لتقرير نشره موقع "Healthline"، يعود هذا الاتجاه جزئيًا إلى العوامل الوراثية، إلا أن نمط الحياة العصري هو المتهم الأبرز. إذ تسهم العادات الخاملة، والإجهاد المزمن، والتعرض للملوثات والمواد الكيميائية، والأنظمة الغذائية عالية التصنيع، في تغذية هذا الظهور المبكر للسرطان بين الشباب.

ما يعمّق المشكلة هو تأخر اكتشاف المرض لدى هذه الفئة العمرية، حيث تُهمل الأعراض أو يُساء تفسيرها، مثل فقدان الوزن غير المبرر، والإرهاق المزمن، واضطرابات الهضم، والنزيف غير المنتظم. ويشير الأطباء إلى ضرورة إدراج الشباب في بروتوكولات الفحص المبكر، خاصةً أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي مع المرض.

ويُسجّل الأطباء ازديادًا ملحوظًا في أنواع محددة من السرطانات بين الشباب، أبرزها سرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان عنق الرحم، وسرطانات الدم. ويُوصى باتباع سلوكيات وقائية تشمل النظام الغذائي الصحي، والحفاظ على وزن مناسب، وممارسة التمارين بانتظام، لتقليل عوامل الخطر.

ختامًا، يدعو المتخصصون إلى تعزيز التثقيف الصحي والتركيز على الوقاية المبكرة، باعتبارها الأداة الأنجع لكسر هذا الاتجاه المقلق. فكلما تم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، زادت فرص العلاج والنجاة، وحُفظت حياة مئات الشباب ممن يواجهون هذا الخطر الصامت.