لندن : دعوات ملحّة للتحرك ضد الإسلاموفوبيا تضع البلدية تحت الضغط - بوابة اخر ساعة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لندن : دعوات ملحّة للتحرك ضد الإسلاموفوبيا تضع البلدية تحت الضغط - بوابة اخر ساعة, اليوم السبت 5 يوليو 2025 03:13 صباحاً

لندن : دعوات ملحّة للتحرك ضد الإسلاموفوبيا تضع البلدية تحت الضغط

نشر بوساطة حمزة بن خليفة في تونس الرقمية يوم 04 - 07 - 2025

arrakmia
هل أصبحت الإسلاموفوبيا الزاوية العمياء الكبرى في مكافحة التمييز بلندن؟
هذا ما تندّد به هينا بوخاري، النائبة عن الحزب الليبرالي الديمقراطي في مجلس لندن، وأول امرأة من أقلية عرقية تترأس كتلة سياسية داخل هذه المؤسسة.
و رغم تعهدات متكررة من رئيس البلدية صادق خان، لم يتم حتى الآن تنفيذ أي برنامج تكويني خاص بالإسلاموفوبيا لفائدة موظفي هيئة لندن الكبرى (GLA)، على حدّ تعبيرها.
النائبة المسلمة بنفسها تقول إنها كانت ضحية لشتائم عنصرية متكررة: «قيل لي في أحد القطارات أن أعود إلى بلدي، وأنني غير مرحب بي، وأنني لست بريطانية».
و تشير إلى تزايد تطبيع الكراهية ضد المسلمين، والتي بلغت – بحسب قولها – مستوىً حرجاً، خاصة بعد أحداث الشغب في صيف العام الماضي، والتوترات المرتبطة بالحرب في الشرق الأوسط.
وعود كثيرة، ولكن أفعال ملموسة قليلة
و في ردّ على هذه التحذيرات، أشار متحدث باسم صادق خان إلى وجود برامج تدريب إلزامية داخل هيئة لندن الكبرى، تهدف إلى مكافحة العنصرية والتحامل والانحيازات اللاواعية. وأضاف أن رئيس البلدية خصص 15.9 مليون جنيه إسترليني لمحاربة كل أشكال الكراهية، بما فيها الإسلاموفوبيا، من خلال صندوق «المسعى المشترك» (Shared Endeavour Fund)، والذي استفاد منه عشرات الآلاف من الشباب اللندنيين.
لكن بالنسبة لهينا بوخاري، تبقى هذه الإجراءات عامة جدًا: «لم يتم إطلاق أي تدريب مخصص للإسلاموفوبيا، لا من قبل هيئة لندن الكبرى، ولا من الشرطة، ولا من جهاز الإطفاء في لندن». وتؤكد أن هذا النقص خطير: «بالنسبة لكثير من المسلمين في لندن، هذه ليست مسألة تصور أو جدل سياسي، بل قضية أمن حقيقية وفورية».
أرقام رسمية لا تعكس الواقع المعيش
تُظهر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن شرطة العاصمة تراجعًا عامًا بنسبة 16% في جرائم الكراهية خلال سنة 2024 (22,300 مخالفة)، من بينها تراجع بنسبة 2% في الجرائم ذات الطابع الإسلاموفوبي (1,350 حالة مسجّلة).
لكن الأرقام التي تقدمها منظمات مستقلة مثل Tell Mama ترسم صورة أكثر قتامة: فقد أحصت هذه الأخيرة 6,313 حادثة ضد المسلمين في عام 2024، أي بزيادة بنسبة 43% مقارنة بسنة 2023. والأخطر من ذلك، أن الاعتداءات الجسدية والشتائم في الفضاء العام ارتفعت بنسبة 72% خلال عامين.
و ترى إيمان عطا، مديرة المنظمة، أن أحد الأسباب هو ضعف الإبلاغ للشرطة: «الضحايا يفضلون غالبًا التواصل معنا مباشرة، بسرية تامة».
سياق متوتر و هجمات آخذة في التطبيع
و تُعزى تصاعد الإسلاموفوبيا إلى عدة أحداث حديثة، منها هجمات 7 أكتوبر 2023 التي نفذها حماس، والردود العسكرية في غزة، بالإضافة إلى نشر معلومات كاذبة حول منفّذ جريمة قتل ثلاث فتيات في ساوثبورت، وهي المعلومات التي أجّجت أعمال شغب.
و تذكر هينا بوخاري أنها مرت بفترة لم تكن تجرؤ فيها على مغادرة منزلها خوفًا من التعرّض للاعتداء في الشارع بسبب دينها أو لون بشرتها.
و قد تعرضت أيضًا للشتائم خلال لقاءات عامة أو في محطة "لندن بريدج": «صرخت في وجهي امرأة وقالت إن جميع المسلمين يجب أن يموتوا»، وتضيف: «مثل هذه التصريحات أصبحت مألوفة لدرجة أن الناس يشعرون بأن من حقهم قولها لك مباشرة».
برامج تدريبية للفهم والوقاية
و من المفارقات، أن بوخاري خضعت لتدريب حول معاداة السامية بعد أحداث أكتوبر، وتقول إنها استفادت كثيرًا من هذه التجربة. وتدعو الآن إلى معاملة المسلمين بالمثل: «فهم معاناة الفرد اليهودي علّمني الكثير. نحن بحاجة إلى الشيء نفسه للمسلمين».
و في مواجهة هذا المطلب، تذكّر البلدية بأن صادق خان سعى إلى بناء جسور بين المجتمعين المسلم واليهودي، وأن مكافحة جميع أشكال الكراهية تبقى أولوية.
لكن بوخاري تؤكد: «ليس على رئيس البلدية أن يتدخل لأنه مسلم، بل لأنه رئيس بلدية». وتعتبر أن السبيل الوحيد للحد من هذه الآفة يكمن في سياسة توعية نشطة، وتدريب إلزامي خاص بالإسلاموفوبيا.
تحليل: ثغرة في نموذج التعددية الثقافية المتأزم
تسلّط قضية بوخاري الضوء على مفارقة: فرغم أن لندن تُقدّم كثيرًا كمثال على التنوع والتسامح، إلا أنها تجد صعوبة في معالجة الإسلاموفوبيا بنفس الحزم المخصص لأشكال أخرى من الكراهية. هذا الشعور بعدم التوازن يقوّض ثقة جزء كبير من المسلمين، الذين يمثلون نحو 15% من سكان العاصمة.
و يُظهر الصمت النسبي للمؤسسات أمام الدعوات المتكررة لتنظيم تدريبات متخصصة، نوعًا من الإنكار البنيوي. وهو ما يبرز حدود النموذج البريطاني للاندماج: متسامح من حيث المبادئ، لكنه ضعيف الاستجابة تجاه التمييزات الخاصة.
و في وقت تتصاعد فيه الاستقطابات الهوياتية، وتزيد المعلومات المضللة من حدة التوترات بين المجموعات، قد تكون كلفة التقاعس باهظة. ليس فقط على مستوى الأمن، بل أيضًا في ما يخص التماسك الاجتماعي، والمشاركة الديمقراطية، والثقة في المؤسسات.
و على السلطات اللندنية، بما في ذلك هيئة لندن الكبرى، أن تجيب الآن عن سؤال جوهري: هل تكتفي بخطاب شمولي عام، أم أنها ستتبنّى مقاربة شاملة وتخصصية، قادرة على الاستجابة لواقع كل مكوّن من مكوّنات المجتمع؟
تعليقات

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق