عاجل

هجوم "البوليساريو" .. اليأس في لحظة الحسم السياسي - بوابة اخر ساعة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هجوم "البوليساريو" .. اليأس في لحظة الحسم السياسي - بوابة اخر ساعة, اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 07:48 مساءً

في الوقت الذي وضع فيه مشروع قانون في الكونغرس الأمريكي من أجل تصنيف جبهة البوليساريو تنظيمها إرهابيا، اختارت قيادة الجبهة تقديم دليل آخر على إرهابها وذلك عندما قررت إرسال مقذوفات عشوائية يوم الجمعة الماضي، سقطت ضواحي مطار مدينة السمارة في قلب الجنوب المغربي، وهو هجوم يائس يستعمل ذخيرة متخلفة من الحرب الباردة تعود إلى الحقبة السوفياتية تماما كتظيم البوليساريو الانفصالي. 

الهجوم الإرهابي في الأسبوع الماضي يذكرنا  بالاستهدف الذي تعرضت له مدينة السمارة أيضا وهي العاصمة العلمية والروحية للصحراء المغربية بأربع مقذوفات ليلة 30 أكتوبر 2023، في سيناريو كان دمويا استهدف أحياء سكنية لإرهاب المدنيين، مخلفا شهيداً مغربياً مهاجراً في فرنسا، وثلاثة مصابين. وإذا كان الاعتداء الأول قد تزامن مع اجتماع مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، فإن الاعتداء الثاني يأتي هذه المرة في سياق تفاؤل دولي بقرب إنهاء نزاع مفتعل طال نصف قرن، كما أن الهجوم الأخير الذي يعكس أسلوبه درجة الفشل العسكري واليأس  السياسي الذي تعاني منه قيادة الانفصاليين وعدم قدرتها على الاستقلال بقرارها خارج أجندة النظام الجزائري الغارق في ما تعرفه المنطقة من توتر إقليمي متزايد خاصة الوضع في الحدود مع مالي وليبيا، وفي ظل تصاعد الضغوط الدولية عليه من أجل الانخراط الجاد في حل سياسي واقعي، على رأسه المبادرة المغربية للحكم الذاتي.

الهجوم الأول الذي وقع أواخر أكتوبر 2023، جاء عشية التصويت على القرار الأممي 2703، وهو قرار حاسم أكد أن الجزائر طرف رئيسي في النزاع، داعياً إياها للعودة إلى طاولة المفاوضات ضمن صيغة الموائد المستديرة، التي قاطعتها في تحدٍ مباشر لقرارات مجلس الأمن. القرار، الذي صوتت لصالحه 13 دولة، لم يشهد أي معارضة، ما عكس الدعم الدولي الواسع للرؤية المغربية، وأضعف الطرح الانفصالي الذي تروج له الجزائر.

هذا القرار، ولأول مرة، ربط بشكل صريح بين تسوية النزاع في الصحراء المغربية وتعزيز الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل واتحاد المغرب العربي. فالخطة المغربية للحكم الذاتي، التي تقدمت بها الرباط منذ 2007، لم تعد فقط إطاراً للحل، بل باتت مخرَجاً ضرورياً للأزمات الأمنية والاقتصادية التي تعاني منها المنطقة. ففي الوقت الذي تفاعل فيه المغرب مع قرار مجلس الأمن من خلال مبادرة الملك محمد السادس إلى ربط دول الساحل والصحراء بالمحيط الأطلسي عبر ميناء الداخلة الكبير كجواب تنموي على أزمات سياسية وأمنية عسكرية استمرت لعقود، اختارت الجزائر ومن ورائها جبهة البوليساريو إنكار الواقع والتحول إلى ممارسات إرهابية يائسة في لحظة حسم سياسي تاريخي. 

في السياق ذاته، تأتي هذه الاعتداءات الإرهابية بعد تحركات إقليمية مهمة، أبرزها قرار موريتانيا بإغلاق معبر "البريكة" الذي يربطها بتندوف، وتزامن ذلك مع فتح معابر جديدة بين المغرب وموريتانيا عبر المنطقة العازلة، في ما يمكن اعتباره تحوّلاً استراتيجياً في المشهد الميداني والسياسي.

ولعل الأهم أن الولايات المتحدة الأمريكية، حاملة القلم في قضية الصحراء المغربية في مجلس الأمن، باتت أكثر وضوحاً في موقفها، حيث شددت بشكل واضح وفي سياقات مختلفة على ضرورة التحلي بالواقعية والجدية في إعتبار حل الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو نقطة النهاية للنزاع المفتعل. وهو موقف تتقاسمه واشنطن مع معظم العواصم الدولية المؤثرة، التي أعلنت دعمها الصريح للمبادرة المغربية كحل نهائي لهذا النزاع، آخرها الموقف التاريخي الأخير لبريطانيا. 

لم يعد الهروب إلى الإرهاب ينفع "البوليساريو" ولا من يدعمها. الاعتداء المتكرر على مدينة السمارة يفضح عقلية العنف واليأس التي تتحكم في الجبهة، ويؤكد أن مشروع الانفصال دخل مرحلة العد العكسي. بينما المغرب، بثباته على الشرعية الدولية وخياراته التنموية، يراكم الإنجازات داخلياً وخارجياً، ويوجه رسائل واضحة: لا تسامح مع الإرهاب، ولا تراجع عن السيادة، ولا بديل عن الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق