على السواحل المصرية، لا تهدأ الحركة، إذ تُبحر وحدات ضخمة تحمل على متنها مفاتيح أمن الطاقة في البلاد، في سباق مع الزمن، تتسابق فرق فنية وهندسية لتوصيل نبض الغاز الطبيعي في شرايين الاقتصاد القومي.

مصر تسرّع ربط وحدات التغويز استعداداً لضخ الغاز 

في خطوة تعكس الجاهزية الاستباقية لمواجهة متطلبات الطاقة المتزايدة، تواصل مصر تحركاتها السريعة لربط وحدات التغويز العائمة بالشبكة القومية للغاز الطبيعي، في إطار خطة طموحة لتأمين احتياجات القطاعات الحيوية وعلى رأسها قطاع الكهرباء.

أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن انتهاء كافة التعديلات الفنية على وحدة التغويز العائمة "إنيرجيوس باور"، ما يؤهلها لمغادرة ميناء الدخيلة بالإسكندرية في السادس من يوليو الجاري، متوجهة إلى ميناء سونكر بالعين السخنة، تمهيدًا لربطها الفعلي بالشبكة وبدء الاختبارات التشغيلية المتعلقة بالأمن والسلامة.

وصلت الوحدة العائمة الثانية "إنيرجيوس إسكيمو" إلى المياه الإقليمية المصرية في السابع من يونيو

وفي سياق متصل، وصلت الوحدة العائمة الثانية "إنيرجيوس إسكيمو" إلى المياه الإقليمية المصرية في السابع من يونيو بعد إنهاء عقدها السابق مع الجانب الأردني، وتخضع حالياً لمراحل الإعداد النهائية. وقد خضعت الوحدة لتحديثات شاملة على أنظمة التحكم والسلامة، بما يتماشى مع معايير العمل على الأرصفة البحرية في مصر. ومن المقرر أن تغادر "إسكيمو" ميناء العين السخنة في الخامس من يوليو إلى رصيف سوميد لإتمام اختبارات التشغيل والربط النهائي.

الاستعدادات الجارية تهدف لضمان التشغيل الآمن والمستقر

وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن الجدول الزمني يتم الالتزام به بدقة رغم الضغط الكبير، مشيرة إلى أن الاستعدادات الجارية تهدف لضمان التشغيل الآمن والمستقر، والحفاظ على استدامة تدفقات الغاز دون انقطاع.

من جهة أخرى، ثمنت الوزارة الدور الفعّال لما يزيد عن 1600 مهندس وفني من 14 شركة وهيئة وطنية ودولية، يعملون على مدار الساعة لإتمام عمليات الربط والتجهيز، في ملحمة فنية تعكس الكفاءة المحلية والشراكة مع الخبرات العالمية.

وتعكس هذه التحركات الاستراتيجية رؤية متقدمة لتأمين مصادر الطاقة، خصوصًا مع استمرار استقرار إمدادات الغاز رغم التحديات الإقليمية والدولية، بما يعزز الثقة في قدرة مصر على التعامل مع المتغيرات الطارئة في سوق الطاقة.