تحدث الخبير الاقتصادي ميشيل صليبي، عن عدد من التطورات البارزة في الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن السوق الأمريكي شهد تراجعًا قويًا في بداية شهر أبريل نتيجة الحرب التجارية والتعريفات الجمركية المفروضة على بعض السلع، مما أدى إلى انخفاض حاد بين 15-20% في مؤشرات الأسهم.

أسعار النفط ستعود إلى مستويات مستقرة بين 60 و70 دولارًا للبرميل

وقال الخبير الاقتصادي ميشيل صليبي، في تصريحات تلفزيونية ببرنامج أرقام وأسواق، المذاع على قناة أزهري،  إنه تم تسجيل تعافٍ سريع، حيث عادت المؤشرات الأمريكية لتسجل مستويات قياسية جديدة، وتحديدًا مؤشر "S&P 500"، الذي تخطى مستويات تاريخية، مما يعكس قوة السوق الأمريكي في ظل هذه التحديات.
وأشار الخبير الاقتصادي ميشيل صليبي، إلى أن هذا الارتفاع في الأسواق قد يعكس وجود مشاكل في التقييمات المرتفعة للأسهم الأمريكية، مشيرًا إلى أن الفالويشن (التقييمات) للشركات أصبح أعلى من قيمتها الحقيقية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسواق إذا ما شهدنا تغييرات في المؤشرات الاقتصادية أو البيانات المستقبلية.

وركز الخبير الاقتصادي ميشيل صليبي، على أهمية القطاع التكنولوجي، الذي يعتبر الداعم الرئيسي لهذه الارتفاعات، مشيرًا إلى أن هذا القطاع استطاع الحفاظ على توازن الأسواق رغم التوترات الجيوسياسية والتجارية. وأضاف صليبي أن الاقتصاد الأمريكي بشكل عام يشهد تحديات كبيرة، لاسيما مع العودة المحتملة للتضخم، تراجع معدلات الوظائف، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وهي عوامل قد تؤثر على أداء الأسواق العالمية بشكل عام.
وفيما يتعلق بأسواق النفط، أكد صليبي أن تراجع الأسعار كان متوقعًا بعد تراجع التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت التوقعات تشير إلى أن أسعار النفط ستعود إلى مستويات مستقرة بين 60 و70 دولارًا للبرميل. وأوضح أن المعروض من النفط سيتزايد في حال استمر التعاون بين دول "أوبك+" وزيادة الإنتاج، وهو ما سيؤدي إلى استقرار الأسعار في هذا النطاق خلال الفترة المتبقية من العام 2025.
أما في ما يتعلق بالذهب، فقد أكد صليبي أن المعدن الأصفر شهد ارتفاعًا مؤخرًا بعد انخفاض الدولار، لكنه أشار إلى أن شهية المستثمرين للذهب ليست قوية كما كانت في السابق، ما دفع بعض التوقعات إلى أن الذهب قد يواجه تصحيحًا تدريجيًا، وقد يحقق أهدافًا نحو 3100-3150 دولارًا. 

وأشار إلى أن الأسهم الأمريكية تتفوق على الذهب في الوقت الراهن، ما يضعف الطلب على المعدن الثمين.

تحليلات جديدة للعملات الرقمية وتوقعات أسعار البيتكوين في ظل تراجع الدولار الأمريكي

واصل الخبير الاقتصادي ميشيل صليبي تحليلاته المتعلقة بالأسواق المالية العالمية، وركز هذه المرة على سوق العملات الرقمية وتوقعات أسعار البيتكوين، خاصة في ظل التغيرات في الاقتصاد الأمريكي وارتفاع شهية المخاطر لدى المستثمرين.
وأوضح صليبي في تصريحات تلفزيونية ببرنامج أرقام وأسواق، المذاع على قناة أزهري،  أن تراجع الدولار الأمريكي في الفترة الأخيرة كان نتيجة لعدة عوامل اقتصادية، مثل الانخفاض في التضخم، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وكذلك الانسحاب الجزئي لبعض المستثمرين من الأسواق التقليدية بحثًا عن استثمار في أصول أخرى. وهذا التراجع في الدولار، وفقًا لصليبي، يدفع العديد من المستثمرين إلى تنويع محفظاتهم الاستثمارية، حيث يزداد الاتجاه نحو العملات الرقمية كبديل آمن للاستثمار.

العملة الرقمية الرئيسية شهدت بعض التراجعات الطفيفة

وعن البيتكوين، قال صليبي إن العملة الرقمية الرئيسية شهدت بعض التراجعات الطفيفة مؤخرًا، حيث استقرت فوق مستوى 107,000 دولار. إلا أنه أشار إلى أن البيتكوين قادر على الحفاظ على زخمه الصعودي طالما بقيت أسعاره فوق مستويات 103,000 أو 104,000 دولار، مؤكدًا أن هذا قد يعكس استمرار التحسن في الأداء الفني للعملة. وذكر أن البيتكوين قد يستمر في جذب المزيد من السيولة من المستثمرين الذين يتوقعون أرباحًا كبيرة من هذه العملة في المدى القريب.
وفيما يتعلق بسوق العملات المشفرة بشكل عام، أكد صليبي أن السوق يشهد تحسنًا في القيمة السوقية للعملات الرقمية، ما يعكس تحولًا في الاهتمام من الأسواق التقليدية إلى الأصول الرقمية. وأضاف أن هذا التحول قد يكون مدعومًا بزيادة الشهية للمخاطرة، خاصة في ظل الأداء الجيد للأسواق الأمريكية، والتي تُعتبر واحدة من العوامل التي تدعم العملات الرقمية حاليًا.
وذكر أن التوقعات للعملات الرقمية تظل إيجابية، خاصة مع استمرار تراجع الدولار الأمريكي وزيادة شهية المستثمرين للمخاطرة. وأوضح أن العملات الرقمية مثل البيتكوين قد تكون واحدة من الأصول الأكثر جذبًا للمستثمرين في المستقبل القريب إذا استمر الاقتصاد الأمريكي في الاتجاهات الحالية، مشيرًا إلى أن السوق يشهد زخماً إيجابيًا قد ينعكس على البيتكوين وأسواق العملات المشفرة بشكل عام.