كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة غوتنبرغ السويدية، أن زجاجات المياه المصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره قد تُسرب مواد كيميائية خطيرة إلى الماء، مما أثار القلق حول مدى أمان استخدام هذا النوع من البلاستيك في حفظ الأطعمة والمشروبات.

84 مادة كيميائية تتسرب من البلاستيك للمياه

حلل الباحثون حبيبات بلاستيكية سوداء من البولي إيثيلين أُعيد تدويرها في الهند ونيجيريا وتايوان، بحسب ما نشر موقع Study Finds.

بعد نقع تلك الحبيبات في الماء لمدة 24 و48 ساعة، تم اكتشاف 84 مركباً كيميائياً مسرباً، منها مبيدات حشرية، أدوية بشرية (مثل ترامادول وغابابنتين)، ومواد مضافة بلاستيكية.

الأمر المثير أن تركيز هذه المواد ازداد بمرور الوقت، إذ سُجّلت أعلى نسبة لمركب يُستخدم في الأحبار ومستحضرات التجميل (N-Ethyl-o-toluenesulfonamide) بتركيز بلغ أكثر من 29 ألف نانوغرام/لتر بعد 48 ساعة.

خلل هرموني وتأثير في الجينات.. من الأسماك إلى البشر

وضع الباحثون أجنة أسماك تحت اختبار الأثر البيولوجي، لهذه المواد الكيميائية.

ورغم عدم ظهور تشوهات جسدية أو تغييرات سلوكية، فإن التحاليل أظهرت اضطراباً في الجينات المسؤولة عن تنظيم الدهون والهرمونات، بما في ذلك زيادة في التعبير عن مستقبلات الأستروجين والجينات المرتبطة بالغدة الدرقية.

ونظراً لأن هذه المسارات الجينية مشتركة بين الأسماك والبشر، يُحذر الباحثون من احتمال حدوث تأثيرات مشابهة في صحة الإنسان، مثل اضطرابات الغدة الدرقية، السمنة، والخلل الهرموني.

البلاستيك المعاد تدويره يحمل تاريخاً كيميائياً

تتمثل المشكلة في أن عمليات إعادة التدوير لا تزيل المواد الكيميائية من الاستخدامات السابقة، مما يجعل البلاستيك المعاد تدويره ناقلاً لمواد سامة.

وتُضاف إلى ذلك مخاطر تكون مركبات سامة جديدة نتيجة لدرجات الحرارة العالية أثناء التدوير.

المخاطر تتعدى الاستخدام الفردي

حذر الباحثون من أن تجنب المنتجات البلاستيكية المعاد تدويرها في استخدامات الطعام والشراب قد لا يكون كافياً، فالمشكلة منهجية تتعلق بكامل دورة حياة البلاستيك بدءاً من تصميمه وحتى التخلص منه.

وأوصوا في دراستهم بالتالي:

•مزيد من الشفافية في مكونات المنتجات البلاستيكية

•تتبع المواد الكيميائية من المصدر إلى المنتج النهائي

•منع استخدام مواد خطرة من الأصل لجعل إعادة التدوير آمنة